الأجندة

محاضرات

الطبّ عند العرب بين القرنين الثامن والخامس عشر

2016-05-27
الطبّ عند العرب بين القرنين الثامن والخامس عشر

نظمت هذه المحاضرة بمدينة العلوم بتونس، على هامش المعرض العلمي " الجراحة عند العرب " وهي تكوّنت من مداخلتين:
المداخلة الأولى قدمها الأستاذ أنور الجراية وهو طبيب نفسي وعنوانها "التبنيج الجراحي في القرن العاشر عند الأغالبة" عرفت الجراحة منذ أزمان بعيدة وفي حضارات متعددة مثل بلاد الرافدين ومصر القديمة والهند والصين. وقد كان منع الشعور بالألم أثناء العمليات و صدور حركات غير مرتقبة من المرضى أثناء الجراحة الشغل الشاغل للجراحين. ولذلك يستعين الجراحون بمشروبات مسكرة مثل الشراب المخمّر والذي يحوي كحولا أو الذي يستخرج من نباتات منوّمة مثل اللّفاح والبنج والبلادونا والخشخاش وهي النباتات التي صُنع منها في ما بعد المورفين والأوبيوم، ولكن هذه الوسائل كانت في بعض الأحيان تشكو نقصا من حيث الكميّة وعلاقتها بمدة العمليّة. وقد تمثّلت مساهمة العلماء القيروانيين في اعتمادهم على اسفنجة مملوءة بخليط من الأعشاب المخدّرة يستنشقها المريض قبل العمليّة تطورت فيما بعد ليتم التحكم في الكمية المخدّرة وعمق الغيبوبة وقد ظهرت هذه التقنية في عهد أحمد بن الجزار الذائع الصيت وهو أول طبيب قيرواني مسلم كان له السبق في الكتابة في التخصّصات الطبيّة في القرن العاشر.
المداخلة الثانية قدمها الأستاذ أحمد ذياب، مختصّ في جراحة العظام والصدمات ومختص في الأنتروبولوجيا البشريّة المسماة بالجراحة عند العرب. حدّثنا الأستاذ أحمد ذياب عن مجهوداته الرامية إلى الكشف عن مختلف أسرار الجراحة عند العرب من حيث الأدوات المستعملة بين القرنين الثامن والخامس عشرة والتي وضعها واستعملها جراحون عرب ذاع صيتهم بين مختلف الأقطار. ابرز الأستاذ أحمد ذياب خلال مداختله " أن وجود هذه الأدوات الجراحية الناطقة تحدثك عن جراحين فكروا طويلا، فرسموا وأعادوا الرسوم المرات والمرات ثم ساقتهم أقدامهم إلى الحرفييّن في الحدادة والنجارة ، فدخلوا الورشات وساهموا في صنع هذه الأدوات، قطعة قطعة، فتحدت الزمن وبقيت لنا منها رسوم كثيرة توزعت بين عديد المخطوطات استنسخها المؤلفون والمترجمون."

  
أرسل إلى صديق   طباعة