نظمت مدينة العلوم بتونس بالشراكة مع هيئة تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 والمؤسسة التونسية لتاريخ الطب والصيدلة معرضا علميا حول الجراحة عند العرب أشرف على إنجازه الدكتور أحمد ذياب أستاذ في الجراحة وتقويم الأعضاء ودكتور في الأنثروبولوجيا البشرية. قدم المعرض نماذج حقيقية من الأدوات التي تم استخدامها في الجراحة عند العرب، إلى جانب لوحات حول المدرسة الطبية ببيت الحكمة بالقيروان، وأخرى شرحت مدى التقدّم الذي أحرزه الطب بصفة عامة والجراحة بصفة خاصة في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والخامس عشر ميلاد. و جدير بالذكر أن للعرب مساهمات طبية مجدية تفوق ما يعترف لهم به، وهذا ما يؤكده البحث في تاريخ الطب العربي الإسلامي، وخاصة في فترة ازدهاره بين القرنين الثالث والثامن هجري. ويوضح الدكتور ذياب : " أن وجود هذه الأدوات الجراحية الناطقة تحدثك عن جراحين فكروا طويلا، فرسموا وأعادوا الرسوم المرات والمرات ثم ساقتهم أقدامهم إلى الحرفييّن في الحدادة والنجارة ، فدخلوا الورشات وساهموا في صنع هذه الأدوات، قطعة قطعة، فتحدت الزمن وبقيت لنا منها رسوم كثيرة توزعت بين عديد المخطوطات استنسخها المؤلفون والمترجمون."
