قدمها الأستاذ عامر الحرشاني مهندس وخبير مياه.

بمناسبة الاحتفال بالسنة الدولية للشباب، نظمت مدينة العلوم بتونس هذه المحاضرة بعنوان "مستقبل الماء في تونس"، موجّهة للتلاميذ والطلبة. بحكم موقعها الجغرافيّ تقع البلاد التونسيّة في منطقة تحت تأثير نوعين من المناخ أحدهما متوسّطي والثّاني صحراوي، ممّا يسبّب اختلافا كبيرا في الموارد المائيّة وفي التضاريس في كامل البلاد، حيث تتراوح معدلات الأمطار في السنة بين 100 مم في أقصى الجنوب و200 و400 مم في الوسط وتصل إلى 1500 مم في الشمال أين تتجمّع أهمّ الأودية في تونس.

وفي الشمال توجد عديد الأودية التي تتجمّع فيها كميات كبيرة من الأمطار يصل معدّلها إلى 400 مم في السنة، بينما تتراوح في الوسط بين 400 و200 مم في السنة وتنخفض في الجنوب لتبلغ بين 200 و100 مم.

وبذلك تكون مساهمة مختلف مناطق البلاد التونسيّة في المخزون المائي العامّ كالآتي: 82% تأتي من الشمال و12% من الوسط في حين تأتي 6% فقط من الأمطار التي تتهاطل في الجنوب التونسي الذي يمثّل 62 % من المساحة الجملية للبلاد التونسيّة.

رغم أنّ كميات كبيرة من الأمطار تنزل في الشمال التونسي إلاّ أنّ الجنوب التونسي هو الذي يمثّل أهمّ منطقة في البلاد التونسيّة تحتوي في طبقاتها الأرضية العميقة مخزونا هاما جدا من المياه وهو أمر قد يبدو للبعض غريبا نوعا ما ولكنه حقيقيّ.

تعكس المقارنة بين المخزون المائي الصالح للشراب ومعدّل الحاجيات من الماء عجزا متزايدا من سنة إلى أخرى. وتسعى مصالح الدولة المهتمّة بالموضوع إلى إيجاد موارد جديدة للمياه مستحدثة وغير تقليدية إلى جانب وضع إستراتيجية واضحة للترشيد في استهلاك الماء، أهمّ محاورها كيفية إعادة استعمال المياه المستعملة والمعالجة، وإعادة استعمال مياه الصرف، وتطوير تقنيات ترشيد استهلاك المياه الصالحة للشراب والمياه المستعملة في الريّ، وتطوير وسائل وطرق نقل المياه.