الأجندة

الحدث

ديناصورات الصحراء

from 01-07-2013 إلى 12-08-2013
ديناصورات الصحراء

سادت الديناصورات الأرض لأكثر من 160 مليون سنة، وإذا أردنا استقصاء أسباب انقراضها، لا بدّ من العودة إلى ماض سحيق، أي إلى العصور الجيولوجيّة الأولى. ويرجّح أنّه منذ 65 مليون سنة وقع ما غيّر ملامح الكرة الأرضية تغييرا جذريا. ولتفسير هذه الظاهرة وضع العلماء نظريات كثيرة في محاولة لتفسير انقراض الديناصورات والكثير من الأجناس الأخرى، منها أنّ انفجارات بركانية ضخمة قضت عليها أو اصطدام نيزك يبلغ قطره 10 ملايين كيلومترا قد ضرب الأرض، أو بسبب التغيرات المناخية.
وكان لا بدّ من الانتظار حتّى سنة 1980، ليتمكّن العلماء من إيجاد علاقة مباشرة بين الحفرة التي اكتشفوها بخليج يوكاتان Yucatan بالمكسيك والتي يبلغ قطرها 180 كيلومترا وانقراض الديناصورات.
وقد ارتكزت هذه النظريّة، التي تقول إنّ نيزكا كبيرا ضرب الأرض، على إحدى الاكتشافات الهامّة، والمتمثّلة في أنّ عنصرا كيميائيا ذا مصدر فضائيّ هو الإيريديوم Iridium اكتشف بين طبقتين جيولوجيّتين هما تلك التي تعود إلى العهد الطباشيري K وتلك التي تعود إلى العصر الثلْثيّT ويشار إلى الحدّ الفاصل
بالـ K / T.
وفي تونس عثر على عنصر الإيريديوم (Iridium ) المقطع الجيولوجي النموذجي على المستوى العالمي ( stratotype ) في منطقة الكاف، التي تبعد قرابة 250 كلم غرب العاصمة تونس، وفي أماكن أخرى بالشمال التونسي.
وفي نفس هذه الفترة حدثت انفجارات بركانيّة عظيمة، يرجّح أن تكون قبل500 ألف سنة، في "الديكان" Deccan وهي منطقة الهند الوسطى حاليّا، والتي انجرّ عنها تدفّق حمما وشظايا متوهجة، وانبثاقات غازية هامة جدا. وقد وجد الباحثون فعلا طبقات من الحمم البركانية العظيمة والتي تعرف باسم "فخاخ الديكان" Trapps du Deccan أين يصل سُمك الصخور البركانية الـ 2400 مترا.
وهتان الكارثتان، النيازك أو الشهب والبراكين، اللّتان يرجّح أنّ إحداهما ضربت الأرض ونتج عنها انقراض الديناصورات والعديد من الحيوانات الأخرى، لهما نفس الأثر فكلتاهما تبعث كتلة كبيرة من الغبار والغازات القادرة على حجب الشمس وبالتّالي منعها من تدفئة الأرض لسنوات طويلة.
وحسب الفرضيّة الأكثر شيوعا، فقد انجرّ عن اصطدام النيزك بالأرض بعنف شديد، ارتفاع القشرة الأرضيّة لأكثر من 100 متر، وقذف كميات كبيرة من الغبار، شكلت سحابة كثيفة حجبت أشعة الشمس ومنعتها من الوصول إلى الأرض مدة طويلة من الزمن.
أمّا على مستوى كوكب الأرض، فقد انجرّ عن هذه الكارثة تغيرات مناخية كبيرة جدّا أثّرت في العديد من الأنظمة الطبيعية السائدة في تلك الحقبة الزمنية، فاختفى الغطاء النباتي تدريجيا وانقرضت الديناصورات العاشبة مما سارع باختفاء الديناصورات اللاحمة. فقط القليل جدّا من الحيوانات البحرية هي التي تمكنت من البقاء لأنّها تتغذّى على الموادّ العضويّة المتحلّلة.

  
أرسل إلى صديق   طباعة